تربية واعية

أم عاملة ومربية ناجحة

عمل الأم أصبح واقعًا في الكثير من الأحيان، وهذا يعني أنّ الأطفال يقضون وقتًا لا يقل عن ثماني ساعات حتى تعود الأم إلى المنزل بعد انتهاء العمل. لهذا تحتاج الأمهات إلى طريقة مناسبة لإدارة المنزل ورعاية الأبناء في هذه الفترة وبعد العودة إلى البيت، إذ إنّ اتباع بعض الطرق التربوية يخفف من وطأة غياب الأم عن أبنائها ويُساعدهم على أن يتأقلموا مع وضعها كأم عاملة بطريقةٍ أفضل. وفي هذا المقال سنعرض لكم أفضل الطرق لإدارة الأم العاملة شؤون أطفالها.

التحدّيات التي تواجه الأم العاملة في تربية أطفالها

يوجد العديد من التحدّيات التي تمر بها الأم العاملة في تربية أطفالها. قد تواجه أحيانًا بعض العقبات التي تمنعها من متابعة أبنائها كما ينبغي، خاصة إذا كانت تعمل عملًا صعبًا أو يتطلب ساعات عمل طويلة ومتعبة تجعلها مفتقدة للطاقة والنشاط عند عودتها للبيت. من أبرز هذه التحدّيات:

  • بعض الضغوطات العائلية والمجتمعية التي تضع اللوم على الأم العاملة إذا بدر منها أي تقصير في رعاية أبنائها.
  • تنظيم الوقت والموازنة بين عملها وبين قدرتها على تنظيم وقتها مع أبنائها والجلوس معهم قبل أن يحين وقت نومهم.
  • متابعة تدريس الأبناء وواجباتهم بحيث لتفادي أي تقصير في الدراسة.
  • تدخلات البعض في تربية الأبناء خاصة في الفترة التي تتركهم فيها الأم سواء من قبل الأجداد أو المربية أو الحضانة.
  • عدم القدرة على الإشراف على الأبناء بشكلٍ مباشر خاصة في الظروف التي تتطلب من الأم رعاية حثيثة سواء في أوقات مرضهم أو عن مواجهتهم لظروف أخرى.
  • زيادة التكاليف المالية على الأسرة في حال أدخلت الأبناء الحضانة أو أحضرت لهم مربية.
  • مواجهة قلق الانفصال العاطفي عن الأبناء وقلة تعلقهم بالأم مقارنة بتعلقهم بمن يرعاهم سواء كانوا الأجداد أو المربية.

طرق تحسين متابعة الأبناء من قبل الأم العاملة

تُظهر العديد من الدراسات أنّ الأطفال الذين لديهم أمهات عاملات يكون لديهم نموًا عاطفيًا أبطأ من الآخرين، كما يُحرزون درجات أقل في اختبارات الرياضيات والقراءة، وعلى الرغم من عدم تعميم هذه الدراسات إلّا أنّ افتقاد أبناء الأمهات العاملات لهن أثناء ساعات عملهنّ الطويلة يجعلهم يفتقدون الأمان أحيانًا. وفيما يأتي بعض طرق تحسين متابعة الأبناء للأم عاملة:

  • خصصي وقتًا يوميًا لأبنائك بحيث تجلسين معهم وتتحدثين إليهم وتعرفين تفاصيل يومهم كاملة.
  • احرصي على أن يكون طعام أبنائك صحيًا بشكلٍ يومي كتعويض عن الطعام الذي يتناولونه أثناء غيابك عنهم. من الممكن تحضير المكونات الأساسية من الليل.
  • علمي أبناءك الاعتماد على أنفسهم أثناء تواجدهم في البيت كي يخففوا العبء عنك نوعًا ما، بحيث يكون لديهم القدرة على ترتيب أغراضهم وارتداء ملابسهم والاستحمام بمفردهم.
  • اهتمي بتغذية أطفالك يوميًا وحضري لهم أصناف الطعام التي يحبونها ولا تعتمدي على الأطعمة الجاهزة بشكل أساسي بسبب الارتباط بالعمل.
  • حاولي اختصار وقت بعض الأمور والاستفادة به مع الأبناء كالتسوق واستخدام المتاجر الإلكترونية.
  • دعي الأب يتحمل مسؤولياته التربوية تجاه الأبناء ويحاول أن يكون التعويض العاطفي عن غيابكما عنهم؛ ويكون التعويض العاطفي بتقديم الدعم المعنوي لهم والسماح لهم بالتعبير عما يدور في أعماقهم وتلبية حاجاتهم العاطفية.
  • الحرص على قضاء أغلب الوقت مع الأبناء سواء في البيت أو يمكن اصحابهم في رحلات ترفيهية وأماكن محببة بالنسبة لهم؛ المهم تخصيص الوقت لهم قدر الإمكان.
  • ضعي بعض الخطوط الحمراء للأبناء بحيث لا يتلقوا التعليمات التربوية إلا من الأم والأب لضمان عدم تأثرهم بغيرهم من المجتمع الخارجي الذي يختلطون به سواء من المربية أو في الحضانة؛ وفي حال كان الأبناء صغار جدََا يمكن توجيه الحديث للأشخاص الذين يقضون معهم وقتََا طويلََا مثل الأجداد أو المربية أو مسؤولة الحضانة.
  • طلب المشورة من الداعمين النفسيين أو المستشارين المتخصصين بالشؤون الأسرية لمعرفة الطريقة الأمثل لسدّ الفجوة بين عمل الأم ورعايتها لأبنائها.

مميزات يتمتع بها أبناء الأمهات العاملات!

على الرغم من نظرة البعض إلى تقصير الأم العاملة في رعاية أبنائها، إلّا أنّ الواقع أصبح يفرض على المجتمع نظرة أخرى أكثر إنصافًا خاصة أنّ العديد من النساء أصبحن الآن في مناصب قيادية عليا، ومن المميزات والإيجابيات التي يتمتع بها أبناء الأمهات العاملات:

  • وجود دخل إضافي للأسرة، مما يزيد من رفاهية الأبناء وقدرتهم في الحصول على ما يحتاجونه.
  • زيادة ثقة الأطفال بأنفسهم وقوة شخصياتهم نظرًا لتعاملهم مع أشخاص خارج نطاق الأسرة في سن مبكرة، مما يجعلهم يندمجون في المجتمع بشكلٍ أفضل.
  • حصول الأبناء على الإلهام الذي يحتاجونه في حياتهم، خاصة عند رؤيتهم لأم ناجحة في عملها قادرة على تنظيم وقتها.
  • ميل أبناء الأمهات العاملات وخاصة البنات لأن يكنّ مثل أماتهنّ في المستقبل، ناجحات وقادرات على الاعتماد على أنفسهنّ وتوفير دخل مادي، والوصول إلى مراكز عليا.
  • الاستقلالية وتحمل المسؤولية والقدرة على المواجهة.
  • معرفة قيمة الوقت والجًهد لأنهم يرون قدرة الأم العاملة في إنجاز العديد من المهام والمسؤوليات.
  • العقلية الإيجابية والعديد من المواهب، لأن أبناء الأمهات العاملات يكون لديهم فرصة للاندماج مع الأطفال الآخرين وممارسة الأنشطة التعليمية معهم بشكلٍ أفضل.
  • تقدير أهمية التعاون داخل الأسرة، خاصة بعد رؤية تعاون الأم والأب داخل المنزل وخارجه. هذا أيضًا يعزز في أذهانهم قيمة المرأة في المجتمع.

عمل الأم يمنح الأبناء والأسرة بأكملها القدرة على التكيف مع معطيات الحياة والمجتمع بشكلٍ أفضل. وكي تكوني أمًا عاملة ناجحة عليك أن تمتلكي الشغف وروح التحدّي والقدرة على التخطيط وتحقيق الأهداف كي تكوّني أسرة ناجحة تعتمد على نفسها، وكي يكون لديك أبناء ناجحون في الحياة. لهذا فرغم الصعوبات والتحديات التي تواجهها الأمهات العاملات مع الأبناء، إلّا أن العديد من الإشارات تُظهر تميز أبناء الأمهات العاملات في مرحلة المراهقة والشباب. فهم يعتمدون على أنفسهم بشكلٍ أفضل. وبالتالي، فكل ما تحتاجه الأم العاملة هو أن تنتبه إلى بعض النقاط الأساسية لنجاح أكيد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق