٥ أفكار تحول بينك وبين الوصول للسلام النفسي
السلام النفسي
من البديهي أن تصرفات غيرنا ليست بأيدينا ولا يمكننا التحكم في خطواتهم وتصرفاتهم. فإن شب الشخص على شيء يصبح من الصعب بل وأشبه بالمستحيل تغييره.
ولكن من البديهي أيضا أننا نملك مشاعرنا. يصعب على البعض تصور حقيقة تحكمنا في مشاعرنا ولكنها حقيقة! وإلا فمن يملكها إذا؟
الجشع والكره والحقد والغيرة كلها آفات أصابت من مجتمعاتنا الكثير الكثير. حتى أنه بات من الصعب إيجاد أشخاصا أسوياء!
ولكن لا يمكننا أبدا أن نغفل ضرورة الالتزام بما يوافق معتقداتنا السمحة والأخلاق الحسنة في التعامل مع غيرنا ومع أنفسنا أيضا. فالحلال بين والحرام بين.
خمسة أفكار تحول بينك وبين الوصول للسلام النفسي:
“لا تسمح لغيرك بالتحكم أو تدمير سلامك النفسي” (المعضلة Dilemma)
القوة العقلية والسلام النفسي هما سلاحك في هذه الحياة لضمان حقوقك وللحظي بمتع الحياة. وستجد كثيرا ممن يحسنون التدبر في سلام نفسي. لذا احرص على الاستزادة من العلوم لتنعم بالسلام النفسي.
هل يعني هذا أن هناك من لا يشعر أبدا بالمشاعر السلبية لقوة عقله؟ بالطبع لا، فأكبر الشخصيات التي نعرفها مرت بمراحل من الأسى العميق ولكن يكمن الأمر المهم في عدم الاستسلام للحزن وإدراك مسؤوليتنا تجاه صحتنا النفسية والمضي قدما مع الحياة.
“آيمي مورين” الأخصائية النفسية والمحاضرة في جامعة “نورث إيسترن” الأمريكية، حذرت من خمسة أشياء تضر بتفكيرنا وصحتنا النفسية وهي:
- تأنيب النفس المستمر:
إن تأنيب الضمير بشكل مبالغ فيه ومستمر يوطد من أمرين خطيرين؛ أولهما رؤية نفسك لنفسك التي ستتدهور وبالتالي تتدهور ثقتك بنفسك، وثانيهما وقوعك في الحزن غير المبرر في كثير من الأحيان والذي سيعد ظلما توقعه على نفسك وبإرادتك!
لن يكون منطقيا بالطبع أن تلقي باللوم على الآخرين ولكنا نقصد الاعتدال في رؤية الأمور واستدراكها لا البكاء عليها فلا يحزن أحد من الأمور.
2. العيش في دور الضحية:
إن قلنا لا تؤنب نفسك، فنحن لا نقصد أن تلقي اللوم على الآخرين دوما، فهذا بالضبط هو الطرف المعاكس لتأنيب النفس الدائم وهو مساو له في الخطأ. فبإلقائك اللوم دائما على الغير لن تصبح قادرا على تحمل المسؤولية التي حتما ستتحملها يوما ما مجبرا كما أنك لن ترى عيوبك وبالتالي لن تعمل على تطوير ذاتك. أي أن لوم الآخرين على كل أمر خطأ إنما سيجعل حياتك خطأ كبيرا فقط.
كن قدر المسؤولية وتحمل جانبك منها في أي أمر ولا تحزن وتلوم نفسك أو غيرك، لأن كل الأمور يمكن حلها!
3. السعي المستميت وراء السعادة:
مجرد أن تفكر بأنك تريد السعادة يعني أنك لن تنولها على الأرجح مهما حصل، لأن السعادة ليست بالمقتنيات ولا يمكن اقتناؤها كالسلع وإنما تستجلب من الرضا والكد والاجتهاد. لذلك نجد الأسوياء على استعداد كبير جدا لوضع أهداف لأنفسهم والسعي في تحقيقها وبكل تقدم في حياتهم يشعرون بسعادة أكبر. هم أيضا على دراية بأن المطبات موجودة بل ومطلوبة في رحلات التعلم والتقدم ولن تكون مشكلة إن مروا بيوم صعب ليتمكنوا من الاستمتاع حقا باليوم السهل إذ يعرف الشيء بنقيضه. أي أنك لتعرف السعادة عليك أن تعرف الشقاء أولا.
4. الرغبة في الانتقام:
للأسف يقع الكثير منا في هذا الفخ؛ فخ الرغبة العارمة في الانتقام. ولكنهم غير مدركين أنهم بتمسكهم بهذه الرغبة في الانتقام يؤذون أنفسهم فقط، حيث تفرز أجسادهم هرمونات الحزن والاكتئاب والغضب بينما لا يفعلون في الواقع شيئا تجاه من آذوهم. لذا، فأفضل علاج هنا هو المصارحة باتباع قواعد الاحترام ومحاولة التوصل إلى حل.
5. التمنع عن طلب المساعدة:
قد تشعر في بعض الأحيان أنك لا تريد مساعدة من أي أحد لتظهر في رداء القوة أمام الآخرين. ولكن هذا في الحقيقة ضعف؛ لأنك تريد إظهار شيئا ما، أي أنك تعترف بانتقاصك إياه.
طلب المساعدة من الغير لن ينقصك أي شيء، بالعكس، سيزيد لك معارف ويقويها مع مرور الوقت. وسيعلمك الثقة المتبادلة ويرسخ علاقاتك.
نصائح هنريك إدبرج، خبير التنمية الذاتية الدنماركي، للوصول للسلام النفسي:
- اذهب إلى عملك أو مواعيدك 10 دقائق مبكرا، لتجد مجالا لالتقاط أنفاسك واستجماع ذهنك.
- اسأل بدلا من أن تخمن، لا تحاول قراءة عقول غيرك، فأنت لن تقدر. كما أنك ستقع فريسة للظنون السيئة لفترة طويلة وهي في الحقيقة ليست موجودة أصلاز
- استرح، مارس هواية ما، شاهد التلفاز، أو ما شابه وسيضيف هذا لحياتك لذة استثنائية وخاصة.
- لا تؤجل العمل علىمشكلاتك، كثير من الناس يعتبرون أنفسهم أذكياء، ولا يحلون مشكلاتهم رغم معرفتهم أسبابها وطرق علاجها لمجرد أنهم كسلانين. المشكلة أن ذلك التأجيل فقط يزيد من توترهم حتى يقوموا به وهو أمر لا مفر منه، فلم التأجيل.
أعزائنا القراء، تذكروا تلك الكلمات الخمسة “شيء واحد في كل مرة”. اجعلها قاعدة في كل خططك لأهدافك الجديدة. كن طيبا مع نفسك وصادقها واعتن بها بألا تعرضها للحزن دوما. انأى بها بعيدا عن كل ما يحزنها؛ هذا ليس مستحيلا بل ممكنا بكل المقاييس والأدلة. حينها لن تدرك مدى السعادة التي ستحصل عليها والرضاو السلام النفسي . ستكون أقل توترا وأكثر تركيزا. لن يجلب هذا لك السلام النفسي فحسب، بل سيساعدك أيضا على القيام بأعمالك بشكل أفضل وأسرع في كل المجالات. ٥ أفكار تحول بينك وبين الوصول للسلام النفسي