تربية واعية

أفضل الطرق لتجاوز غيرة الأبناء

غيرة الأطفال وبعض الأخطاء التي تساعد على خلق الشعور بالغيرة

الغيرة عاطفة إنسانية طبيعية. فلا يخلو أى شخص في الحياة حتى أفضل الأشخاص من مشاعر الغيرة حتى لو كانت للحظة واحدة. هذه المشاعر نابعة من عدم الأمان. فالخوف وإحساس المنافسة، على سبيل المثال منها وكلنا نعرف عن شعور غير الأبناء من بعضهم لاعتقادهم بأن أحد والديهم يحب إخوتهم أكثر منهم فيحاولون لفت الانتباه.غيرة الأبناء

الأهم من ذلك كله أنه من الممكن لمشاعر الغيرة أن تكون خطيرة على صاحبها. فمشاعر الغيرة تجلب كل المشاعر السيئة معها، ولا بد من التعامل بشكل من الحكمة والذكاء معها. لذلك يأتي هنا دور الآباء في مساعدة أبنائهم التعرف على الغيرة والتعامل معها بطريقة بناءة. كما يقع على الآباء عامل كبير في محاولة الحد من هذه المشاعر حتى لا تترك أثراً نفسيا سيئا لدى الأطفال ولكي ينمو نموا صحيا.

الجانب السلبي للغيرة:-

يصاحب غيرة الأطفال مشاعر عديدة سيئة مثل (الغضب، الكراهية، الرفض، عدم الثقة). وعدم الرغبة أحيانا في المحاولة مثال: أختان يشتركان في لعبة رياضية معا، إحداهما تميزت على الأخرى ولكنها ترى أنها أيضا اجتهدت مثلها، وهي تستحق الحصول على امتيازاتها أيضا، وبالتالي ينتج لديها مشاعر اليأس وعدم رغبتها في تكرار المحاولة.

بعض الأخطاء التي تساعد على خلق الشعور بالغيرة

إفساد الطفل بكثرة التدليل:- عن طريق إحضار وتنفيذ كل ما يريده فعندما يجد عند أحد الأصدقاء ما هو ليس عنده، أو عندما يتعرض لموقف يتميز فيه الآخرين عنه يغضب غضبا كبيرا ويغير ممن حوله.

حماية الطفل المبالغ فيها:- ثم تركه لمواجهة الحياة، فيشعر بالخوف والقلق والغيرة خاصة عند رؤية طفلا اجتماعيا واثقا من نفسه أمام الآخرين.

مقارنته بالآخرين:- وهو خطأ يقع فيه الأبوان، بأن يقارنوا الأطفال بعضهم ببعض أو مع أحد الاقارب أو الأصدقاء. المقارنة تجلب الغيرة والتنافس وعدم الثقة بالنفس. فالطفل لا يري من المقارنات سوى (أن هذا الطفل أحب إلى أكثر منك) وهذا ما يعود عليه بعدم الثقة.

تسلط الأبوين:– بعض الآباء يعطون الأوامر والقواعد الصارمة غير القابلة للنقاش فيؤثر ذلك على الطفل بأن ينمو مع شعور عدم الثقة بالنفس، والغيرة من أصدقائه الذين يتمتعون بالحوار والنقاش داخل المنزل.

شريك جديد للأم أو الأب:- شعور الغيرة ينشأ من أن أخذ شخص ما مكانة أحد الوالدين الحقيقيين.

الغيرة بين الإخوة:– يحدث ذلك مع فارق العمر أو التمييز بين الإخوة وحصول الأخ الأكبر على امتيازات وأعمال خاصة يقوم بها تكون من غير المسموحة للأصغر القيام بها.

وجود مولود جديد:– يهتم الآباء أكثر بالمولود الجديد فيشعر الأخ الأكبر بالغيرة وأن هذا الطفل قد أخذ كل الاهتمام والحب الذي يملكه.

شخص مريض أو معاق داخل الاسرة: ويحتاج إلى الرعاية الأكبر من الأبوين فيشعر الطفل حينها بالغيرة لرغبته في هذا الاهتمام.

جميعنا معرضون إلى أن نقع في كثير من تلك الأسباب التي تساعد على تضخم هذه المشاعر عند أطفالنا! ولذلك إليك بعض النقاط التي ستساعدك على الحد من الغيرة بين الأبناء:-

شجع اختلافات أبنائك:- تذكر أن أبناءك يختلفون عن بعضهم البعض، فلا تقارن بينهم أو تقع في محاولة إثبات أن أحدهما متميز عن الآخر في أي نشاط يشتركان فيه معا! فبذلك تولد لديهم المنافسة والغيرة فيما بينهم. بدلا من ذلك اعمل على تعزيز اختلافاتهم وما يميز كلاً منهما في شخصيتهما. ابحث معهم لتظهر نقاط قوتهم واعمل على تعزيزها. هذا يزيد من ثقتهم بنفسهم وبقدراتهم.

تكلم مع طفلك:– حاور طفلك حول ما يشعر به وطمأنه أن شعور الغيرة لا يعني أنه شخص سيء، وأنه أمر طبيعي، حتى لا يشعر بالذنب حيال ما يشعر به وينتج عن ذلك عدم الإفصاح بمشاعره والكذب بهذا الشأن. الأطفال عندما يقمعون مشاعرهم يشعرون بالسوء حيال أنفسهم.

حدثه حول السلبيات الناتجة عن غيرته تجاه إخوته أو أصدقائه وأن نجاح الآخرين لا يقلل من إنجازاته. لا بأس في أن نواجه العقبات وحتى الفشل أحيانا. هكذا يكون التعلم الحقيقي ويؤدي ذلك إلى النجاح الأكبر.

تكلم مع طفلك حول البحث عن أسباب غيرته ومشكلته، مثال (صديقه تفوق عليه في الدرجات) واعرض عليه مثلا أن يبدأ من جديد بمذاكرته المدرسية بشكل مختلف.

اجعله يشعر بالامتنان:- خذ لحظة لتتجاوز كل ما يشعر به طفلك وساعده أن يكون ممتنا. الامتنان يقلل من إحساس الغيرة لدى الأطفال. اجعله شاكرا لكل ما لديه واروِ له قصصا مشابهة لموقفهم. ذكرهم بالأطفال الذين لا يمتلكون ما لديهم، وأن وجودهم مهم في الحياة وأنه يوجد ما يميزهم عن غيرهم وأن لديهم الكثير من النعم وأن هذا هو الوقت لاكتشاف مهارتهم والعمل عليها.

استخدم التأكيدات الإيجابية:- عندما يشعر الطفل بعدم الرضا عن نفسه تظهر الغيرة. لذا قدر دائما قدراته ومميزاته مثال (حينما يصعب على ابنك القيام بالواجبات المدرسية فيشعر أنه غبي، فانظر إليه قائلا “قد لا تستطيع أداء واجباتك المدرسية ولكن هذا لا يعني إنك تعاني من مشكلة ما”.

لا تنزعج من كثرة مدحك لطفلك، فالأطفال يحبون المدح والدعم. فأحيانا يكون هذا كل ما يحتاجه في ذلك الوقت. فالعمل الشاق مصحوبا بالتشجيع يؤتي ثماره.

كن واثقا أن غيرة الأطفال شعور طبيعي ولكن دورك مهم جدا في مساعدته وتوجيهه للحد من هذه المشاعر. زد من قراءاتك عن الغيرة إن عانت أطفالك منها واستعن بالأنشطة المختلفة المخصصة لمثل هذه المشكلات. وإن زاد الأمر عن حدهح أو عن طاقتك، استشر متخصصا أو معالجا ليرشدوك لأقصروأسهل الطرق لتخطي الأمر.

غيرة الأبناء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق