إدارة حياة

أسباب عدم التركيز والعلاج

يشعر كثير من الناس أنّهم غير قادرين على التفكير بوضوح وإعطاء الحلول المنطقية، أو الحفاظ على انتباههم أثناء قيامهم بأداء مهماتهم، وهو ما يُعرف بعدم القدرة على التركيز. يعود هذا لأسباب عديدة منها العضوية والنفسية. ومهما اختلفت أسباب عدم القدرة على التركيز، يجب الوقوف عندها ومحاولة علاجها، لأنها تُسبب الكثير من المشكلات والوقوع في الأخطاء في العمل والدراسة والحياة الاجتماعية التي قد تكون خطرة أحيانا. فما هي أسباب عدم التركيز إذا، وما هو العلاج؟

أعراض عدم التركيز

يُصاب الأشخاص بعدم القدرة على التركيز بشكلٍ مختلف عن بعضهم البعض. فالبعض تظهر لديه أعراض حادة من عدم التركيز، والبعض يكون لديه أعراض خفيفة ومتفرقة. وأهم هذه الأعراض:

  • الإصابة بفقدان ذاكرة جزئي، وعدم القدرة على تذكّر الأشياء التي حدثت منذ وقت قريب.
  • عدم القدرة على الاستقرار في مكان واحد، ويظهر هذا بعدم الجلوس في نفس المكان لفترة طويلة.
  • عدم القدرة على التفكير بشكلٍ واضح، وتشوش الأفكار.
  • العجز عن تذكر أماكن وضع الأشياء، وصعوبة تذكر أمكانها.
  • العجز عن اتخاذ قرارات منطقية وصحيحة.
  • التراجع الدراسي، أو تراجع أداء العمل.
  • فقدان الانسجام الاجتماعي مع الأشخاص المقربين، وعدم التفاعل معهم بالشكل المطلوب.
  • الفشل في أداء المهام المعقدة.
  • قلة الطاقة الجسدية والعقلية، وعدم الرغبة في الإنجاز.
  • ارتكاب الكثير من الأخطاء في وقت قصير.
  • نسيان المواعيد المهمة والاجتماعات.

أسباب عدم التركيز

تأثر أداء الشخص بسبب عدم التركيز يستدعي معرفة ما هي الأسباب التي جعلته غير قادر على التفكير بشكلٍ جيّد، أو اتخاذ قرارات صحيحة. يُمكن اعتبار الشخص هذا مصابا بعدم التركيز إذا استمرّت هذه الحالة لفترة طويلة نسبيًا، ولم تكن حالة طارئة، علمًا بأنّ عدم القدرة على التركيز قد تكون حالة طبيعية تحدث بشكلٍ تلقائي نتيجة التعب والإرهاق، وتختلف خلال ساعات اليوم. فقد يفقد بعض الأشخاص تركيزهم في المساء أو في وقت الظهيرة مثلًا. كما أنّ البعض يفقدون القدرة على التركيز في أماكن معينة مثل الأماكن المزدحمة أو التي فيها إزعاج كبير.

أسباب عدم التركيز المزمنة منها العضوية ومنها النفسية وهي كما يأتي:

الأسباب العضوية:

  • إصابة الشخص بمتلازمة التعب المزمن الناتجة عن تراكم الإرهاق والتعب لفترات طويلة.
  • الإصابة بارتجاج في المخ، ومتلازمة تململ الساق.
  • الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD).
  • تعاطي المشروبات الكحولية أو الحبوب المخدرة أو الحشيش.
  • الإصابة ببعض الأمراض مثل: الصرع والأمراض العقيلة ومتلازمة كوشينغ وهو اضطراب هرموني ينتج فيه الجسم الكورتيزول في الدم بإفراط.

الأسباب النفسية:

  • الإصابة باضطراب اكتئابي حاد.
  • الإصابة باضطرابات نفسية عديدة مثل: الفصام وأمرض ثنائي القطب.
  • الأرق المتواصل وعدم القدرة على النوم العميق.
  • تغييرات في نمط الحياة، وعدم القدرة على الانسجام مع هذه التغيرات.
  • الشعور الدائم بالقلق.
  • الصدمات العاطفية والضغط النفسي والعصبي.

أسباب طارئة:

  • الشعور بالجوع.
  • الشعور بالغضب.
  • الإجهاد الزائد.
  • تناول بعض الأدوية التي تسبب عدم التركيز كأثر جانبي لها.

عوامل الخطر المرتبطة بعدم القدرة على التركيز

أحيانًا تترافق عدم القدرة على التركيز بالعديد من الأعراض التي تستدعي المراجعة الفورية للطبيب، وهي:

  • فقدان الوعي.
  • فقدان الذاكرة المفاجئ.
  • الإحساس بآلام شديدة في الصدر.
  • الصداع الشديد.
  • عدم قدرتك على تذكر مكان وجودك.
  • الإحساس بوخز في جانب واحد من الجسم.

تشخيص عدم القدرة على التركيز

كي تستطيع تمييز إصابتك بعدم التركيز يجب تسعى في اتجاهين، الاستطلاعي والطبي. اسأل نفسك بعض الأسئلة وهي:

  • متى لاحظت عدم قدرتك على التركيز أوّل مرة؟
  • في أي وقت من اليوم يكون تركيزك أفضل أو أسوأ؟
  • ما هي الأدوية التي تتناولها وهل لها علاقة بالقدرة على التركيز؟
  • ما هي المكملات الغذائية والعشبية التي تتناولها وهل لها علاقة بتركيزك؟

الفحوصات المطلوبة لتشخيص “الحالات المزمنة من عدم التركيز”:

  • فحص قوة الدم، وفحص مستوى الهرمونات.
  • إجراء أشعة مقطعية على الدماغ.
  • تخطيط كهربائية الدماغ (EEG) لقياس النشاط الكهربائي في فروة الرأس.

علاج عدم التركيز

الأصل في علاج عدم التركيز أن يكون مبنيًا على التشخيص الصحيح، ففي الحالات العادية منه وهي الأكثر شيوعًا، يكون علاج عدم التركيز نمطيًا وسهلًا، أمّا الحالات المزمنة الناتجة عن أمراض عضوية فهي بحاجة إلى علاج عضوي بحسب الحالة. وفيما يأتي بعض خطوات العلاج للحالات العادية من عدم التركيز، وهي بسيطة ويُمكن أن تُحدث تحسنًا كبيرًا في وقت قصير:

  • تناول نظام غذائي متوازن غني بمضادات الأكسدة والفيتامينات مثل: الفواكه والخضروات والبروتينات الخالية من الدهون والحبوب الكاملة لدعم القدرة على التفكير.
  • تغيير نمط الحياة، وعدم تناول الوجبات الدسمة دفعة واحدة وتقسيم الوجبات لتصبح عدة وجبات صغيرة في اليوم، لأنّ الطعام الدسم يقلل التركيز.
  • النوم لساعات كافية لا تقل عن ثماني ساعات يوميًا.
  • تقليل تناول المشروبات المنبهة الغنية بالكافيين.
  • ممارسة رياضة التأمل “اليوجا”.
  • قراءة الكتب والمجلات بشكلٍ يومي، ومحاولة حل المسائل والأحاجي الرياضية والألغاز التي تمرّن العقل على التركيز والتفكير.
  • تقليل التوتر قدر الإمكان.
  • الحصول على الراحة بشكل منتظم، وعدم إجهاد الجسم بالأعمال المتعبة.
  • أخذ توصية من الطبيب أو الصيدلاني بخصوص المكملات الغذائية التي من الممكن أن تزيد من التركيز.
  • مراجعة المعالج النفسي أو الطبيب إذا كان عدم التركيز مستمرًا ولم ينجح علاجه بالطرق التقليدية.

عدم التركيز من الأمور التي لا يُستهان بها، خاصة أنّ معظم الأسباب التي تؤدي إليه ناتجة عن إصابات أو أمراض عضوية. لهذا إذا كنت تشعر بأنّ تركيزك قليل أو منعدم لفترة طويلة، فعليك أن تراجع الطبيب أو المعالج النفسي، بحسب الأسباب التي تعتقد أنّها أدّت لانخفاض تركيزك. خاصة أنّ عدم التركيز يُسبب الفشل الدراسي والوظيفي والاجتماعي، وقد يُسبب صعوبات في التعلّم والتطوّر وضعف الإدراك، وفقدان الإحساس بشكلٍ دائم. وقد يُسبب تغيرات في الشخصية، يُصاحبها تغير في نظرة الناس إليك. لهذا إذا أحسست أنك مصاب بأعراض عدم التركيز، أو أخبرك عدد من الأشخاص أنّك دائم التشتت، فقد حان الوقت لإيجاد علاج لعدم التركيز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق