ثقافة العلاقات

7 نصائح لتقبل رفض الآخرين لك

عدم دعوتك لحضور حفل لصديق مقرب، أو عدم عرض الوظيفة عليك بعد إجراء المقابلة أو انتقاد الآخرين لتصرفاتك. صور الرفض كثيرة وكثيرة أيضا هي ردود أفعالنا تجاهه. فمنا من يتمتع بمرونة نفسية اكبر من غيره. ومنا من يدخل في دوامة من الحزن، تحمل تفسيرات تقلل من تقديره الذاتي وانعكاس صورته الذهنية عن نفسه وثقته فيها ولا يستطيع التعامل مع الرفض.

نشرت مجلة “Science” بحثا لأساتذة من جامعة بوردو وجامعة كاليفورنيا في عام 2003، أشار إلى أن الرفض لا يصدمنا ويتسبب في توقف شعورنا وقدراتنا على معالجة الأمر فحسب؛ بل يمكنه أن تنتج أيضا الألم الجسدي. حيث أظهرت النتائج أن التهرب الاجتماعي أو مواجهة الرفض من قبل الآخرين ينشط نفس المناطق في أدمغتنا التي ترتبط بتجربة الألم البدني.

و أكدت العديد من الدراسات المتعاقبة أوجه التشابه بين الرفض والألم البدني. وعلى سبيل المثال، أظهرت دراسة نشرت عام 2011 في مجلة “وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم” كيف أن الألم الناتج عن القهوة الساخنة المسكوبة على اليد يشبه “الألم” الذي يواجهونه عند رؤية صورة لشخص رفض حبنا.

باختصار “الرفض مؤلم”

الألم ليس هو النتيجة السلبية الوحيدة للرفض، فقد نواجه الشعور بعدم الأمان في قراراتنا وخياراتنا بعده. الأمن هو أحد الاحتياجات الإنسانية الأساسية، وعندما يقل نبدأ في الشك بأنفسنا. ومع ذلك، فللأسف سنتعرض حتما للرفض، هذه حقيقة من حقائق الحياة. فالعلاقات لن تنجح كلها. ولكن مع الوقت والبعد، يمكننا أن نرى كم كان الرفض أمرًا جيدًا لنا في حقيقته.

إن وجدت نفسك غير قادر على التعامل مع الرفض، فقد تحتاج إلى العمل على بناء ثقتك بنفسك واحترامك لذاتك وتقوية روابطك الاجتماعية ومعالجة القلق والغضب والقضايا الأخرى التي تنشأ من الرفض، ولكن ماذا عليه فعله تحديد ؟

كيفية التعامل مع الرفض

الثقة بالنفس هي المفتاح

ذا كانت ثقتك بنفسك تضعف، فابدأ بشيء صغير تعيد به بنائها. قم بإعداد قائمة عن كل يوم تتضمن شيئين أو ثلاثة إيجابية على الأقل قمت بها. اكتبها وراجعها قبل الذهاب إلى الفراش كل ليلة ومرة أخرى عندما تستيقظ في صباح اليوم التالي، املأ دماغك بأشياء إيجابية عن نفسك.

انتبه لنقدك الداخلي

نحن لا نتأثر فقط بما يحدث لنا بل بالفلتر الذي نرى من خلاله ما يحدث لنا،  هناك “صوت” يتحدث معك ويحلل المواقف معك، ويثير لديك الشعور بالذنب، هذه عملية فكرية مدمرة تؤلمنا بشكل متكرر في الحياة وفي العلاقات، وغالباً ما تهاجمنا عندما نكون أكثر ضعفًا، عندما نتعرض للرفض، فقد تسمع هذا الصوت يقول لك “انظر؟ قلت لك إنها لن تنجح، لن تجد ما تريده أبدًا”.

عليك أن تلاحظ ما تقوله لنفسك واختر بناء نفسك وليس هدم نفسك.

تذكر، هذا أيضا يجب أن يمر

ذكّر نفسك بهذا كلما شعرت بالإحباط، فهي نقطة زمنية ستمر. لا تدع تجربة مخيبة للآمال تقلل من قيمة كل شيء آخر حققته، امنح نفسك رصيدًا لمهاراتك وإنجازاتك، وذكرها بكل هذه التجارب التي أحرزت بها تقدماً جيداً، أو حللت فيها مشكلة ما أو ساعدت شخصًا ما.

اسمح لنفسك بأن تشعر بالألم ومشاعره السلبية

في حين أن كره أنفسنا مضيعة للوقت، محاولة منع مشاعرنا وكتمها لن تخدمنا. من المهم أن نسمح لأنفسنا أن تحزن أو تغضب عندما نشعر بالرفض. قد تكون بعض هذه المشاعر أعمق فنخاف أن نشعر بها، وبالتالي نتوجه أكثر نحو مهاجمة أنفسنا أو الشخص الذي رفضنا. يمكننا دائمًا اختيار الطريقة التي نتصرف بها، وعلى الرغم من أنه يجب ألا نسمح لمشاعرنا بقيادة سلوكنا، يجب ألا نحاول إيقافها تمامًا، فقد تكون الاستراتيجية الأكثر تكيفًا مع الأمر هي السماح لأنفسنا بالحرية في الشعور بمشاعرنا، مع تذكر أن المشاعر تأتي في موجات وكلها ستمر.

أنت لست “ضحية

لا يعني اعترافك بمشاعرك على حقيقتها، أنك “ضحية” لهذا الشخص وهذه الظروف. بعد الرفض، يكون من المريح والهسل الانغماس بشكل مفرط في غضبنا والشعور بالاحباط والخذلان. ولكن هذا يمكن أن يؤدي إلى انغماسك في شعور “الضحية”، الذي يختلف تماما عن مسامحتك لنفسك أو الشعور بالتراحم نحوها، عليك أن تعلي من شأنك وليس العكس.

اختل بذاتك بعد الرفض

واستمع إلى صوتك الداخلي. من السهل أن يداهمك الشعور بعدم الأمان ويظهرك أقل ثقة. ويكون من المؤلم لك زيارة أماكن أو أشخاص معينة لفترة من الوقت. هذه اللحظة هي فرصة للتواصل الجيد مع شخصيتك، وحينها سيضاء لنا الطريق أمام التجارب الجديدة والعلاقات المختلفة. ويمكن أن توضح لنا تجربة الأشياء الجديدة الفرص الجديدة، وتمكننا من اكتشاف أجزاء جديدة من أنفسنا، وهذا يعني أن بعد الرفض تستمر الحياة.

اهتم بدائرتك المقربة

أحط نفسك بأشخاص داعمين. من المفيد جدا إحاطة نفسك بالأشخاص الذين يجعلونك تشعر بالراحة والعناية والاهتمام والدعم. فحقيقة أن رفضك شخص ما لا يعني أنه لا يوجد الكثير من الأشخاص الذين يقبلونك وينتظرونك.

نتعرض للرفض طوال حياتنا وإن لم نتدرب على مواجهته منذ الصغر فسيأتي اليوم الذي نتدرب عليه فيه. دورنا كآباء هو السماح لأولادنا بمواجهة كل أنواع المشاعر وليس حمايتهم منها دائما. علينا أن ندربهم على حسن التعامل مع الرفض مثلا لا حمايتهم منه لأننا بذلك نجعلهم غير مؤهلين على خوض تحديات الحياة. وتذكر الآن أنك مسؤول عن نفسك وعن مشاعرك. لذا عشها وواجه اصعب منها. في بعض الأحيان، لا يقدم الأصدقاء والعائلة الكلمات أو النصائح الصحيحة لمساعدتنا في مواجهة نتائج الرفض الصعبة، ولكنك تحتاج للمساعدة على مدى قد يقصر أو يطول لتكون أفضل. لذا، لن يكون هناك أي بأس في طلب هذا النوع من المساعدة من معالج مختص أو مدرب حياة إذا كنت في حاجة إلى ذالك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق